جريمة لا يُعاقب عليها القانون

كلماتٌ تسقطُ من أفواهٍ كثيرة ، تُحبطه تُؤلمه .. تجعلها يُفكّر كثيراَ .

تجعله يطرحُ أسئلةً على ذاته ” هل أنا على الطريق السليم ؟ ، وهل فعلاً ما أقوم به يتناسب مع مُجتمعي ؟ ، وهل طريقة تفكيري وتحليلي للأمور سليمة ؟ “

إنها ثلاثُ أسئلة طرحها أيُّ مبدعٍ أو موهوبٍ فِي مُجتمعي على ذاته !

هُو موهوب توقّع أن يجد اهتماماً وتحفيزاً من مُجتمعه ، أحسن الظنّ أكثر مما ينبغي .

فُوجئ بـ كلماتٍ مُحبطى وألقابٍ مُعيبة وترهُلاتٍ كاذبة !

صرّح وبـ كلّ براءةٍ عن موهبته .. دُعم من فئةٍ قليلة جداً ، وأحبط من فئة كبيرة لا تُحب أن يخرج أحدٌ عن نطاقِ فكرها البدائي .

تجاهل كُلّ الاحباطات والشتائم والنمائم ، تجاهل وتجاهل وتجاهل ..

حتى أصبح يشكُّ في ذاته وموهبته ! طرح الأسئلة الثلاثة السابقة على نفسه .. شعر بإحباطٍ ويأسٍ مُريبين !

فكّر كثيراً في أن يتخلى عن موهبته وفكره الفذّ بـ سبب فئة تحرقُ البراعم قبل أن تُصبح نبتةً خضراء يانعةً وجميلة .

اتّخذ قراره الحاسم وسط مُجتمعٍ لا يرحم ! مجتمعٌ يلتفُّ حول الحيوانات ويتفاخرُ بها ، مُجتمعٍ لا يُحبُّ التطوّر .

مُجتمع من يُغايره في فكره عُدّ ” متكبراً مُتبجحاً ” .

للأسف الشديد قُتل ذلك الموهوب الذي كان يطمح بأن يجعل بلده ومجتمعه في أرقى الأماكن ،

لم يُقتل بـ سكين .. ولا بطلقٍ ناريّ ! .. قُتل بـ ” كلمات ” .. كلماتٍ تفوّه بها ” حمقى ” .

هكذا يُقتل الموهوب في مُجتمعي ! يُقتل بـ جريمةٍ لا يُعاقب عليها القانون ! .

فِي مُجتمعي من يخرج عن العادة يُعتبر ” غبياً لا يفقهُ شيئاً في هذه الحياة ” ، في مُجتمعي يفكّر ” الأغلب ” بـ بطُونهم وجيُوبهم قبل عقُولهم .

فِي مُجتمعي كثيرٌ وكثير من الموهوبين قد قُتلوا ! نلتفتُ إلى دولٍ من بناتِ أجسادنا نتمنى أن نُصبح مثلهم لكن لا نُفكّر كيف نُصبح كذلك .

نحنُ نتمنى فقط ولا نُحرّك ساكناً لتحقيق تلك الأمنية ، نزُور ذلك البلد كلّ إجازة حتى حفظنا معالمه جيداً .

لكن للأسف ” نرى ونتكلّم أكثر مما نفعل ” هذا هُو مجتمعي .

أتمنى أن نُعطي كُلّ موهوبٍ حقّه من التحفيز والدعم سواءً الدعم المعنوي أم الماديّ .. فهو قائدُ الحضارة .

وبداخل كُلّ فردٍ منا موهوبٌ تائه .. ولكن قليلٌ من يعرفُ الطريق الصحيح لذلك الموهوب .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *