أحلامٌ تؤرّق وكسلٌ يُدغدغ !

نبتسم في أحلام ، ونحزنُ في واقع .. ونهربُ إلى وهمٍ لـ نُغيّر واقعنا الذي نحزنُ منه ..
نخلدُ إلى النوم ونتغطى بـ لحافٍ دافئ .. نُغمض أعيُنَنا ونتعمّقُ في النوم .. نرى أحلاماً نتمنى تحقيقها ،
تُؤرّقنا ليلَ نهار .. فِي كلّ مرةٍ نغطُّ فيها نياماً .. نستيقظ والابتسامةُ على وجُوهنا ، نتفاءل نتحمّسُ لها .. لكن !
بعد بُرهة يذهبُ كل ذلك أدراجَ الرياح .. ~
يغمُرنا كسلٌ جامح ، وضِعُفُ عاجز – ونحنُ في صغرِ شبابنا – ،
نمضي نرى واقعنا المرير ، نحزنُ منه كثيراً ، ثمّ نهربُ للوهم ! .. نخرجُ هواتفنا الذكيّة ،
ونُغرّد في ” تويتر ” بأجملِ التغريدات التِي تُفيد المجتمع .. ونُلصق على حوائطنا في ” الفيس بُوك ” أفضل المقالاتِ الاجتماعيّة .
بينما نحنُ عاجزُون .. بل مُتكاسلون عن تحقيق تلك الأحلامِ التي تداعِبُنا وتؤرّقنا في المنام ،
نذهبُ إلى كتب الأحلام ، نقرأ عن تحقيقها فـ نشتغلُ حماسة .. ثم تمرُّ أيامٌ من التحضير الجاد .. ونتوقف قبل الوصول إلى بداية الطريق !
نتصفّح أخبار المُبدعين ، ونرى كم أنهم رائعُون ! نرى صور بهجاتهم وفرحهم فـ نبكِي حرقةً وألماً على كسلنا .
لسنا سوى بشرٍ تائهين بين حضارات الدول ، نرى نسمع نتمنى لكن ات ننجز ! حتى أبسطُ الأعمال نعجزُ عنها – إلا من رحم ربيّ – .
لا أقول هذا الحديث من فراغٍ أو مخيّله ! بل من واقعٍ أبصرتُه ! ، ولن نُغيّر واقعنا حتى نعترفَ به ونقرُّ بأنه موجود حقاً .
ألم نكتفي من أحلامٍ تنعشنا لفترةٍ بسيطة ثم تغمرنا حزناً ؟ .. ألم نكتفي من وهمٍ رسمنا به واقعاً مثالياً وهو زائل ؟
ألا نستطيعُ نقل ذلك الوهمِ إلى واقعنا ؟ .. ألم نكتفي من إبصار المُبدعين في الأعالي ونحنُ لسنا منهم ؟
ألم نتمنى يوماً أن نكون معهم ؟ بلى تمنّينا لكن تكاسلنا .
ألم نكتفي من دمُوع التمنيّ ؟ .. ألم نكتفي من واقعنا المحزن ؟ .. ألم نكتفي من كسلنا ؟!!
لماذا لا نتحرّك ” بحزم ” لتغيير هذا الواقع ؟
يا رفاق .. لنكسر شوكة الكسل .. ولنجعل الأحلام تذهبُ بعيداً عنا .. لـ نُسكتها لـ نحققها !
لـ نُوفّق بين قولنا وعملنا .. لنجعل أنفسنا مُنجزةً لا عاجزة !
لنغيّر الواقع المحزن إلى واقعٍ مشرق مليء بـ الإبداع .. فـ نحنُ نستطيعُ ذلك .. إذا فعلنا شيئاً واحداً..
” إذا تركنا التمنيّ المصاحبَ للكسل ، واتّجهنا للتمني المُقترن بـ العمل الحازم المُستمر ” .