هذراتٌ وكلماتْ من هُنا وهناك
أجايل، فاشل رسميًا!
في تحول مثير للأحداث في عالم تطوير البرمجيات، يظهر أن نظام “الرشيق” (Agile)، الذي كان يُعتبر في يوم من الأيام ثورة في إدارة المشاريع وتطوير البرمجيات، يواجه الآن تحديات جذرية تتعلق بفعاليته ومدى قيمته العملية.
كان فكرة غبية منذ البداية. بعد سنوات عديدة من العذاب كليف بيرج، أحد الأصوات البارزة والمؤيدة بشدة لنظام “الرشيق” (Agile)، أقر أخيرًا بفشل هذا النظام بعد سنوات من الترويج له عبر حسابه الشخصي في لينكدإن. هذا الاعتراف يأتي كصدمة للمجتمع، إذ أن بيرج كان يُعد من المبشرين الرئيسيين بفوائد “الرشيق” (Agile) وقدرته على تحسين عمليات تطوير البرمجيات.
يا رجل! أين رأيت هذا النوع من الحجج من قبل؟ “لالا، نظامنا ليس خاطئًا، إنها الظروف!”، “فشل لأن أحدًا لم يتبع التعليمات!”، “النظام مثالي، لكن الأشخاص هم من أخطأوا!” 🤔
النقد الموجه للرشيق” (Agile) لا يقتصر على فشله في تحقيق وعوده، بل يمتد ليشمل الطريقة التي سهل بها دخول أشخاص غير موهوبين وغير مؤهلين إلى الصناعة، حيث وجدوا مأوى آمنًا في شركات كبرى، مكتفين بترديد الشعارات والانخراط في أنشطة بعيدة كل البعد عن جوهر البرمجة والتطوير.
هذه الظاهرة أدت إلى إهدار هائل للموارد المالية والبشرية، وربما الأهم من ذلك، إهدار الوقت الثمين في اجتماعات وعروض ملوّنة لا تنتهي وممارسات عمل لا تُسفر عن نتائج ملموسة.
وما يثير السخرية هو الدفاع المستمر عن “الرشيق” (Agile) بالحجج التي تُلقي باللوم على الظروف أو عدم التزام الأفراد بالتعليمات بدلًا من الاعتراف بالعيوب الجوهرية في النظام نفسه. هذه الحجج تذكرنا بأعذار سمعناها مرارًا وتكرارًا في محاولة لتبرير الفشل، بدلًا من مواجهة الحقائق والعمل على إصلاح الأساس.
المطلوب الآن ليس مزيدًا من الألاعيب الذهنية أو الحلول السحرية، بل عودة إلى المبادئ الأساسية لتطوير البرمجيات. يجب أن نتذكر أن هدف أي مشروع يجب أن يكون إنتاج منتج نهائي ذو قيمة، وأي شيء يحيد عن هذا الهدف يجب إعادة تقييمه وتصحيحه.
في ظل هذه الظروف، يُطرح السؤال: هل سيكون “الرشيق 2” ( Agile 2) مجرد استمرار للفشل الذي شهده الأصل، أم سنشهد عودة إلى أساسيات تطوير البرمجيات التي أثبتت فعاليتها على مر الزمان؟
وشخصيًا آمل أن العالم ليس غبيًا بما يكفي للوقوع في فخ أفكاره الثورية مرة أخرى، وأن “الرشيق 2” ( Agile 2) ستكون أكبر خيبة أمل في العقد. أما بالنسبة لمعايير وطرق تطوير البرمجيات، فيجب علينا العودة إلى التسعينيات، والبدء بقاعدة بسيطة لكن صارمة يجب أن يكون إنتاج منتج نهائي ذو قيمة
الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذا السؤال، ولكن ما هو واضح أن الحاجة ماسة لإعادة التفكير في كيفية إدارة مشاريع تطوير البرمجيات وتحديد معايير جديدة تضمن النجاح والفعالية.