ريما وعروسة السكر

على الجسر الواصل بين حلم الطفولة والشيخوخة ، أقف هُناك في السابعة صباحاً
لأرتشف مرارة الوحِدة ، وأتجرع فقدان شهية الحياة ، وأسترجع أياميْ الخـوالي
داكِنة ، مُظلمة .. تجلب الخمول والكسل ، لا تقترب .. دعك وشأني أقارعْ المصير
عروسة من السكر ، وزوج من المرارة ، قهوة تغلي وأماني تسريّ ، إقترب إن شِئت
لكني أقسم لك أني جالبة للحظ التعيس ، أنا دوامة .. من السوداوية ، مُضمَحِلة بالقَهر
الصبر ومفتاحهِ في جُعبتي ، إقترب ، إلتمس ، تِلك عاصمة دويلتي ، شمالاً صومعة
مضى عليها الدهر ، شرقاً بيت حظي بنسيج خيط العَنكبوت ، أنا ريما – إقترب بِحذر
مقاتلة بارعة أصلي المسلوبة الشامية ، عملت فنجحت فعاندني حظي فأرديتهُ قتيلاً
لا يغرنكْ صبري ، إن نفذ .. نفذ وإن تحّلمت أكـَرمت ، كُن صاحبي ألبُسك تاج كسرى
أعُطيك مُلك الروم ، كُن صاحبي وجارنيْ في وحدتي ، أسُّن لك السيف وأروض كومة
أحلامكِ الضائعة ، التائهة ، إقترب أنا ريما لا تَخف ، لست من المتجبرآت الكـواسـر
خاطري مكسور ، وجداني ينزف آلماً ، بعد أن جفت دمائي ناشدت حظي المتغيبّ عن
الوعيّ ، أنازع ، على ناصية الهَلاك ، بيني وبينه المّلك الأعظم ، أهمس في أذنهِ أن
أفيقّ ، يارفيق .. مابالكَ لا تفيق ؟ بربكِ أجرنيّ .. إني أنزف .. ياحظي اللعين .. أفيق !