حائطٌ بينَ الأحلام !

أحلامٌ تسكنُ الفكر والجدان ، تبتسمُ له ليلَ نهار ..
تصرُخ .. ” أريدُكَ أن تحققني ” ..
ترددٌ طاغٍ على ذاته ، هل أذهبُ وأحققها ؟
أم أبتعدُ عنها ومع كُلّ خطوة تسقطُ دمعة ؟
خائفٌ هو من بعضِ الأمُور التِي تزيدُ السوء سُوءًا ..
يُرِيدُ القفزَ إلى المُحِيط ، يُرِيد اكتشاف الجديد !
يتمنى أن يُبحرَ فِي هذا الكونِ الفسِيح .. لكن دائمًا ما يقفُ فِي وجهه حائطٌ عملاق ..
حائطٌ مبنيٌّ من بَشَر .. كلاً منهم صاعدٌ على كتفِ الآخر ..
ينطقُون سويةً وبصوتٍ واحد ..
” لن تستطيع قف هُنا ! لا تُخالف ما نحنُ فيه .. فحياتنا الآن في أمنٍ وأمان لا نريدُ الجديد الذيّ يُعكّر علينا حالنا! “
يكررون هذه الكلمات مرةً تلو أخرى ..
ينهارُ جسده .. يجثو على ركبتيه .. ويلتقطُ دمعَ عينيه بكفيه .. قلبُه امتلأ يأسًا وضعفًا!
يهذِي بكلماتٍ امتلأت بالحُزنِ والبكاء ..
” هل انتهيت ؟ أهذه نهاية الطريق ؟..
هل هذا ما أستحقه لأنني أطمحُ وأحلمُ كثيرًا ؟ هل أنا شخصٌ سيّء ؟
لا ! فأنا أريدُ أن أتعلّم وأغدُو عظيمًا !
ماذا حلّ بِي ..
خارت قوايّ .. ما عدتُ أشعرُ بأن لديّ قلبًا ينبض !
آهه إنها النهاية .. ياللأسف انتهى ما خططتُ له في سنين !
يا للأسف .. “
ثم غُشِيَ على بصره .. وقلبه يأكلُ بعضه حرقًا وألمًا .. يائسًا .. حزينًا .. بائسًا .
يا صدِيقي الحَالم ، يا من حياته مليئةٌ بالتخطيط للمستقبل ،
يامن متعته العلم .. وتفكيره الرقيّ .. أتريدُ أن تكُون نهايتك كـ نهاية صاحبنا ؟
أتريدُ أن ترضخَ لـ مُجتمعٍ لا يطيقُ التغيير والتجديد ؟
مُجتمعٌ جعلَ قاعدته الأولى :
” أريد أن أبقى هكذا ، رُوحِي مستقرّة الوجدان .. جسدِي يستريحُ على الأريكة .. قلبي يسبحُ فِي النعم .. وعقلِي مشغُولٌ بالحفاظ على حياته النمطية ” .
لا ترضى ذلك لنفسك صحيح ؟
إذًا لا تقف عند ذلك الحاجز الكبِير .. هو ضخمٌ لكن أساسه ضعيف !
أسقط الشخص الأولى وسيسقطُ الكلّ تباعًا – في نظرك – ..
حارب لأجلِ أحلامك وطمُوحاتك ، ولا تأبه بما سيتفوّه به مُجتمعك !
ما دُمتَ تبتغِي الخير وطريقُكَ إليه لا يجلبُ الشر والأذى ..
اجتهد وابذل الغالِي والنفِيس ولا تكُن كصاحبنا مات يائسًا مُحبطًا !
أن تقبض رُوحك وأنت تجاهد في سبيل أحلامك خيرٌ لك من أن ترتفع رُوحك وأنت تهذِي باليأس !
واعلم جيدًا ، أن مُجتمعك أنت منه وإليه ،
فـ بعد أن تُحقق أحلامك ، أسس جيلًا جديدًا يتعلّم ويتفكّر ولا ييأس .
ابتسم وقل أنا أستطيع وامضِ في طريقك أيها المغوار .. فـ بك تُبنى الأمم والحضارات!