أمنيةُ حَياة

أنا أتألّم لكن بـ صمتٍ مُوجعٍ ، أنا أكتمُ الدَمع والعينُ قد تلألأت بـ دمعٍ وضّاح ..
أنا أُكابِرُ الجُرحَ الدفِين وأنطوِي على نفسِي مُنتظراً عودتَكِ .. أنا ، مِن بَعدك أصبحتُ مُشتاقاً إلى لُقياك .. أنا من بَعدِك أُقلّب كُتبَ ذاكرتِي وأجمعُ صَفحاتِ أيّامِي مَعك ..
أنا مِن بَعدكَ كاتمٌ للأحزانَ ساجناً لها فِي قبُو الآلام .. أنا مِن بعدك أتألّمُ وحِيداً ولا أرِيدُ رفيقاً فِي حُزنِي سواك ..
فِي القَلبِ إبرٌ تَخرقه ، تُسيِلُ الدمَّ .. ينعكسُ عليه ابتسامتُك الوضّاء .. أبتسمُ وأردد فِي نَفسِي .. ” صبراً فيوماً سأراك ” ..
أنا فِي حاجةٍ إليك .. وإلى ضمةٍ يديك ، أنا شقيٌّ تَعِيس بدُونك .. تشتعلُ فِي صدرِي نارٌ يَرى لهِيبها القاصيُّ والدانيّ – إلا أنتِ – عِندما تَبتعدِين عني ..
يبدُو أنّكَ رميتنِي إلى مَقبرةِ الأيام ، تَركتنِي وحيداً أمام الأتراح ..عُودِي أرجوكِ عُودِي ..
لستُ بـ كارهِكِ مهما فعلت ، وذاكرتِي تأبى طَردك مِن مَخبأها .. قُولي لي أرجُوك ، أهكذا يفعلُ العُشاق ؟!
أهذا ألمُ الفِراق ؟ أم أن ما كُنا فِيه هُو عِشقُ النسيان ؟!
عَشقتُكِ حدّ البُكاءِ على ألمِ البِعاد ، فِي جَوفَ الليالِي على وِسادةٍ قد ابتلّت من كَثرةِ العَبرات ..
كُلّ يومٍ أُحدّث نفسِي .. هل نعُود كَما كُنا ؟! أم أننا لم نكُن ولن نكُون ؟!
أم أن هُنالِك صُدفةً تُرجِعُنا إلى سابِق عهدنا ؟
هيه أنتِ ..
كُنتِ قمراً فِي ساطعاً فِي ليلِ أحزانِي .. كُنتِ شمساً مُنيرةً فِي أوجِ سعادتِي ..
كُنتِ أملاً ، كُنتِ حُلماً ، كُنتِ دافعاً نَحو المُستحِيل !
وما بينَ ليلةٍ وضُحاها .. اختفى منكِ كُلّ شيء .. كُلّ شيء ..
افتقدتُ تِلكَ الكلمات التِي تَغمُرنِيني بها بـ كلّ عطفٍ وحَنان .. افتقدتُ تِلكَ القُبلة التِي تطبعينها صباح مساء ..
أنا أهلكُ رُويداً رُويدا .. أمضِي إلى المُوتِ بـ ساقيّ .. آملُ أن أراكِ قبلَ أن أسقُطَ فِي فُوّةِ الوفاةِ ..
تِلكَ أمنيةُ حياتِي ، تخلّيتُ عن طمُوحاتِي .. عن أحلامِي .. لأجلكِ ، لأجلِ إبصارِ وجهكِ الحَانِي ..
قَلمِي ينزفُ العبرات مِن كَلماتي .. يتوجعُ مِن هميّ .. ويحنٌّ على حَالِي .. انظري إلى أيّ حالٍ أصبحتُ بعدكِ ..
انظري ، جمادٌ يُشفِقُ على حَالِي .. انظريّ واعتبرِي أرجُوكِ ..
ألا يتحرّكُ قَلبُكِ القاسِي؟! ألم تكُونِي القلقةَ دوماً على ذاتِي أكثر منيّ ؟!
كُلّ البَشر لا أرتجِي شفقتُهُم إلا أنتِ ، فأنتِ لـ وحدكِ تُساوِين البشريةَ جمعاءَ فِي عيني!
اقتربِي منّي قَبلَ المماتِ ، اجعليني أنتقلُ إلى الدارِ الأخرى سعيداً ذو انشِرَاح ..
حققيّ أمنتيَتِي .. وعِيشي بـ سلامٍ يا حمامةَ السلامِ البيضاء ..
وابقيّ مِن بعدِيّ بـ خيرٍ دوماً ، وابتسمِي للحياة .