غِنى فَقِير .. وفقرُ غَنِي !

مالٌ وَثِير .. وحياةٌ رَغِيدة ..
ألذُّ الطيّبات بَين حركةِ يدٍ واحدة ..!
قصُورٌ قد بلغت مِن البَذخِ والرفاهيٌة ما بَلغت .. وخدمٌ وَحشم .. وكُل ما تبتغي النفسُ وتشتهي ..!
لكن ..
تجدُ صاحِبها لم يذُق للسعادة طعماً ،
تتسابقُ كفاهُ آخذةً كُل ما يُريد .. لكن لا فَرحة تُذكر ..
بينما فقِيرٌ .. تظنه قد كسى نفسهُ بحفنات تُراب حينما ترى ثِيابه الرثه ..
يعِيشُ كل يومٍ فِي زُقاق .. يوماً يَنامُ هنا .. ويوماً هُناك ..
ممسكاً بعصاهُ التِي يتّكِئُ عَليها مِن ألمِ الجُوعِ والمَسِير الطويل .
ورابطاً على مَعدتِه صخرةً كَي لا يُكثِر من الأكلِ القلِيل ..
ومَع ذلك تجدهُ سَعِيداً هانئاً ؛ حتى وإن كَانت حياتُه مَلِيئةٌ بالمُغامرات والشدائِد!
أتعلمون لماذا يا أصدقاء؟
لأن الغنيّ مهما بَلغ مِالُه لن يَقتنِع به .. لا يَنامُ الليالِي خوفاً من اللصوص .. ولا يَهنأ بـ جلسةٍ قَلِقاً مِن خسائِر تُرسله للفَقر .
أما صاحِبنا الفِقِير .. فقنُوعٌ صَبُور .. يَبتسِم في وجه الأيامِ ويَمضِي .. ويَنامُ مُحدثاً النجُوم حاكياً لها أحداث يَومه!
وأيضاً ؛ الغنيّ لَيس لديه قِتالٌ مَع الحياة .. أيامِه مُتتاليةٌ لا تتغيّر ..!
عَكس الفقِير يُكَافِحُ من أجلِ الحَياة .. حياتُه مُتجددة .. فاليومُ لديه لَيس كما الأمس .. ولا اليَوم كالغد!
إن حياةُ التَرفِ والغِنى والفَراغِ والكَسل .. لا تجلبُ السَعادة المنشُودة أبداً يا رِفَاق ..!
فـ السعادةُ طيرٌ جَناحاه القَناعةُ والعَمل .. وإلا بَقِي فِي أرضِ الحُزنِ والبُؤس .
ولا تَنسوا { فإنّ مَع العسرِ يُسرا ، إن مَع العُسرِ يُسرا }.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *