رُبّ كَلِمة

انحِناءات مِن ثَغرْ ..
وأصوَاتٌ مِن حُنجَرة ..
هِيَ لَيست قَذِيفةً مدفعيّة ، ولا رَصاصةً سَرِيعة ، ولا سكِيناً حادة!
هِي انحناءاتٌ وأصواتٌ فَقط ،
لـ رُبما تَقتُل ، تقلبُ العَالمَ رأساً على عَقِب ..
تَزُجُّ بـ مَظلُومٍ إلى سرادِيب السجُون ، فِي زنزانةٍ مُظلمةٍ حَزِينةٍ باكية ..
وتجعلُ عينيّ مُفسدٍ فِي الأرض تُبصر نُورَ الإفسادِ مرةً أخرى!
وأيضاً .. تجعلُ الحياةَ تدبُّ فِي عَقلِ فتىً صغِير فـ يتعلّم ويغدو عالماً ،
وتُرسل عاشقاً من جِسرِ اللقاء ، إلى جُرفِ الفِراق ..!
هِيَ حركاتٌ مُتناهيةُ البساطة ..
كثيراً ما نضربُ بها عرضَ الحائِط ..
غيرَ مُبالِين بـ حجمِ ما قد تُسبببها .
لـ ربما فِي لحظةِ غضبٍ تخرُج ، وتُفرّق شملَ أسرة ..
و لـ ربما فِي لحظةِ حُزنٍ تُسمَع ، فـ تبعثُ حَياةَ الأملِ مرةً أخرى فِي الرُوح!
عَلينا أن نَعِيَ ما نقُول ، أن نُفكّر فِي الأمُور المرتّبةِ على كلماتِنا ..
وأن نختبرها علينا قبلَ غيرنا .. ودِينُنا الحنِيف قد دلّنا على هذا ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) وأيضاً ( المسلمُ من سَلِم المُسلمون من لسانه ويده ) .
الكَلمِات ، سلاحٌ ذو حدّين ..
ويا حبّذا لو نستخدمها في الخَير .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *