حنينٌ إلى ” أموات “

أتجوّلُ بين الأزمان ..
يسكنُ قلبِي الماضي ، وجسدي الحاضر ، وعيناي تبصران المُستقبل .
بشريٌّ مشتت ،
يأتي الشتاء البارد وأحنُّ للماضيّ كثيراً .. أشتاقُ لأرواحٍ كانت معنا واليوم .. ” انتقلت لرحمة الله ” .
هاجسُ الذكرى لا يتوقّفُ أبداً ، أتأملُّ النجوم الساطعة في ظلمةِ الليلِ المُحلك السواد ،
فـ يمرُّ على عينيّ طيفٌ من أطيافِ الأطلال .. فـ أرى من أحنُّ وأشتاقُ إليهم ،
أشاهد لِعبنا وتنزُّهاتنا معاً .. أتأملُّ أعينهم كثيراً ..
فأبصرُ الألم الذي كانوا يخفونه ، أخفوه بـ ابتسامةٍ زائفة ..
أسترجعُ سجلات همُومي وأحزاني .. فلا أجدُ منها شيئاً يستحقُّ الحُزن مقابل أحزانهم ،
تسقطُ الدموع على وجنتي حنيناً وشوقاً لتلك الأيام ..
رُوحي تحنُّ إليهم .. تريدُ أن تعبّر لهم عن حبها لهم ، بعد أن أضاعت فرصاً كثيرة ..
رُوحي تتحسّر على كلّ مرةٍ فشلت فيها عن توضيح مقدار حُبّها لهم ..
رُوحي تريدُ أن تسرد عليهم قصصاً وأحداثاً شتّى ..
رُوحي تريدُ أن تبشّرهم بأنها وصلت إلى ما كانوا يتأملون فيها الوصول إليه ..
آهٍ كم هُو مؤلم أن تودّ محادثة من هم تحتَ الثرى .
وكلّ هذا بطيفٍ من الذكرى .. يا تُرى فـ كيفَ الأحلام ؟
ندمتُ فعلاً على كتمِي لأحاسيسي تجاههم ،
الذكرياتُ مع الأموات لـ هي أجملُ وأحرقُ الأطلال !
نصيحتي لكم: ” صارحوا أحبّائكم قبل رحيلهم ، صارحوهم في أقربِ فرصة .. فلن ينفعكم التسويف والخجل ”