مُواجهة يأس ..

نمضِي في حياتِنا ، تُقابلنا حواجزُ متعددة .. نجتازُ الحاجز تلو الآخر بسهُولة ..
ونقفُ فجأة أمام جدارٍ صلبٍ طويل ! لا يُكسر ولا يُجتاز .. نظلُّ نحاولُ ونحاول يوماً وراء يوم ..
ينتابُنا يأسٌ يقطُر من أعالي الجِدار .. يتغنى بنا لـ يُذيقنا مرارة اليأس ، يُقلّبنا يميناً تارةً ويساراً تارةً أخرى ،
نبكِي ونتألّم ، لا يهنأُ لنا جفنْ ولا يطِيبُ لنا لقاء .. تصفّد ذواتنا في زنزانةِ القنُوط ،
فـ تتوه أعيُننا عن الجدار ..
نُحاول نسيان الأمرِ مع الأيام ، ولسانُ حالنا يقُول ” لنترك كُلّ ما بدأنا به فإنه لا أمل لنا بتخطيه ” ،
نحاولُ تجاهل كل شيء ، نبتعدُ عن الطريق المؤدي إلى ذلك الحاجز في مدينةِ الأحلام الواسعة !
نظنُّ أنه كلما تجاهلنا وتناسينا ما حدث سـ نهنأ !
وهذا غيرُ صحيح .. فـ لا يزِيدُ البعدُ بين االعُشاقِ إلا هياماً ،
لستُ ممن يُؤمن أن الحلّ لـ تجاوزِ أيّ شيءٍ هو تجاهله ..
أنا أؤمن تماماً بأن مواجهة الحقائق والأهوال خيرٌ من تجاهلها والمكُوث عند نقطتها !
اليأسُ والتجاهل .. صدِيقان لا يفترقان ..
لـ نُعدِ الكرّه ولـ نستعين بأصدقائنا إن احتجنا إليهم .. فهُم خيرُ معينٍ لنا في مثلِ هذه المحن .
لنواجه الحقِيقة ولـ نُغيّرها ! فنحنُ نستطيعُ فعل ذلك .
فـ اليأسُ ما هو إلا شعُور ،
لذلك بدايتُنا تكُون من دواخلنا .. فـ العاطفة هي السلاحُ الأقوى ،
واعلمُوا جيداً أنه لابدّ أن تقابل يوماً حاجزاً لا تستطيعُ تخطيه بين يومٍ وليلة ! أو شهرٍ أو شهرين ! فـ لربما تستمرُّ المحاولات إلى عقدٍ أو عقدين ! .
لا تتعجب يا صديقي ، فالحياة مليئة بـ المُعجزات والأحداثِ التي تسعدُ القلب ، والتي تُحزنه كذلك !
فالفرح يُشعرك بـ لذةِ الانتصار ، والحُزن يُنشأ ذاتك ويُعلّمُها الصبرَ .
لا بأس هذه هي الحياة يا إخوتي ، تتأرجح ما بين حُزنٍ وفرح .. وقنُوطٍ وحماسة !
ذلك لـ نستلذّ بـ الحُزن ، ولـ نجعل اليأس يتذوّق طعمَ الألم ..!
لـ نتغلّب على كل شيءٍ يُقابلنا .. فليس التجاهلُ حلاً .. وليس الاستسلامُ لليأسِ دواءً !
السعادةُ يا أصدقاء تكمُن فيما بعد الألم ، ما بعد الحُزن وما بعدَ اليأس ..
حينَ يُقابلك اليأس تذكّر ماذا سيحصل بعدما تتغلّب عليه وعلى ذلك الجدارِ !
شعرتَ بـ حماسةٍ أليس ذلك صحيحاً يا صديق ؟
هياً إذاً انطلق واقهر المستحيل ونحنُ معك