تأمُّل .. تدبُّر

انظُر للمحيط الواسع ، وأبصِر الأرض المُترامية ..
ارفع رأسك للسماء ، ترى بدراً .. ترى قمراً .. ترى نجُوماً .. ترى شُهباً ..
تفكّر فيما حولك ، غادر منزلك قبل المغِيبِ بدقائق .. اختلي بنفسك في مكانٍ تستطيعُ فيه رُؤية الغرُوب الفاتن !
شرّح أفكارك ، وتقبّل جميع ما حولك .. تقبّل كل شيء ، كل شيء ..
انظُر من للعالم من حولِك من زوايا مُختلفة ، لا تنظُر من الزاويةِ المُعتادة ..
لا تجعل عينيك تمر على ما حولك مرُور الكرام .. كما تجري العادة !
بل تأمّل جيداً ، ستجدُ صفوة البال وراحته ..
فالتأمّل علاجُ العقل والرُوح ..
فالتأمٌل يشرحُ القلب ويُطّهره ، يزيدُ من إيمانه بخالق هذا الكون .
نحتاجُ بين فترةٍ وأخرى الرحيل عن همُوم الدُنيا وأفكارها ، نحتاجُ إلى جلسةٍ مع الذات .. وسط هذا الكون الفسِيح المُبهر !
جالس المُتأملين حادثهم وناقشهم ، ستجدهُم أكثر ضبطاً لذواتهم وأكثر فناً في صياغة جملهم .. عكس من لا يتأملون ..
فلنا في رسُول اللهِ أسوةٌ حسنة ، فلقد كان ينعزلُ عن قومه شهراً كاملاً لمدة ١٥ عاماً .
انظرُوا كيف كان يقُود ذاته ، عليه أفضل الصلاةِ وأتمُّ التسليم ،
فـ كفانا بقصةِ ذلك الفتى الذي أتى طالباً النبي السماح لهُ بالزنى ، أنكر أصحابُ النبي عليه ذلك حتى كادُوا أن يطردُوه ،
والمصطفى المُختار حاوره ووجهه بالتي هي أحسن !
فـ التأمّل يُورث الحِلم وينفِي الغضب ،
ويبعثُ السعادة ويُشتت الحُزن ،
التأمٌل علاجٌ نحتاجُه كثيراً هذه الأيام ، ناهيك عن أنه عبادةٌ مهجُورة إلا ممن رحم ربي .

ففي هذا الكون الواسع الباذخ ، تُوجد معجزاتٌ عُظمى ، ومخلُوقاتٌ شتّى .. تستحقُ التأمّل .
فلنتأمّل في الشهرِ مرة ، أو في السنة مرة .. فلنتأمّل على الأقل .

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *