لوحةُ ألوان

نمضِي فِي عالمِ التِيه المُحلكِ السواد ،
مرايا من أمامِنا وخلفِنا .. وعن أيماننا وشمائلنا !
لا نعلمُ إلى أينَ نسِير .. وعلى أيّ أرضٍ نخطُوا !
ضائِعُون فِي عالمٍ أسود .. مُتعاكِس الأصداء.
صرخةٌ عن يمين ،
” قَرارُك ليسَ بيدِك بل بيدي أنا! ” ..
وأخرى عن شِمال ..
” لا بل قرارُك بيدي أنا!” .
وفِي داخِلكَ ضجيجٌ صامِت .. يصرُخ .. يُنادِي .. ” قرارِي لي أنا أنتم لا شأن لكم!”
مُستقبلٌ تعلُوه العِتمة .. ماضٍ يكسُوه الظلام .. حاضرٌ ضائِع .
فقدتَ الأملَ فِي الأطلال .. وتتأمّلُ كثيراً في الأمام .. وَجدت الرِيشة الضائِعة ..
وقرارُ حاضرِك هُو الألوان !
هُو الألوانُ التِي تُشكّل لوحةَ مُستقبلِك ..
رُبما .. تمزِجُ الأسودَ مع الأبيض .. وتستخرجُ أجملَ الألوان ..!
ورُبّما .. يغلبُ الأسود الأبيض فتزدادُ الأغلال ..!
حيرةٌ مُمرضة ، وأقوالٌ تزيدُ الداء سقماً ..
لن تنتهِي سلسلةُ الأحزانِ هذه ،
إلا إذا أطلقتَ ضجِيجكَ الصامت .. وجعلتَه يدويّ في الأنحاء !
يُهشّم المرايا .. يُبدد السواد .. يُسكت كل الأفواه .
يُمسك الريشةَ الذهبيّة .. يرسمُ لوحةَ الأحلامِ البهيّة .
يُزيّن المستقبل يكسُوه بالوردِ والأزهار .
لأنكَ أنت من تملِك القرار .. وبِداخلك جُلّ الأفكار ..
ما بينَ إبداعٍ وجمال .. تسرُّ الناظِر وتُسعد المار.
ما تحبّه .. ما تعشقُه .. هو مكانُ إبداعك وإظهارُ قدراتك .
لأنّكَ سـ تنجحُ لا محالةَ فِيما تُحب .. فلو فَشلت مرّةً أو اثنين .
ستُعيد الكرّه حتى تنالُه لأنّك تُحبه ..!
مجٓالُك .. رغباتُك .. اهتماماتُك !
أنت من تُحددها .. فلا تخجل أو تَخف من إظهارها.