الجوهرة التي حملتها يداي
حين حملتُ الجوهرة بين يديّ لأوّل مرة، شعرتُ وكأنني أُمسك الحياة بمعناها الأعمق… لم تكن مجرد ولادة، بل امتدادٌ للحب، واستمرارٌ لحكايةٍ قديمة بوجهٍ جديد

في اللحظة التي وُلدت فيها الجوهرة، شعرتُ وكأن شيئًا في داخلي يعيد التكوّن حملتها بين يديّ وكأنني أحمل احتمالًا جديدًا للحياة، صغيرًا في حجمه، واسعًا في معناه
كان في ملامحها ظلّ من أعرفها تمامًا،
لكنها لم تكن تكرارًا، بل امتدادًا… جميلًا، دافئًا، ومبهمًا في إحساسه، كأنها لا تشبه أحدًا تمامًا، لكنها تُشبهنا جميعًا بطريقةٍ لا تُقال
حين حملتُ الجوهرة بين يديّ لأوّل مرة، لم أستوعب ما إذا كانت امتدادًا، أم كيانًا صغيرًا آخر جاء ليعلّمني عن الحب مجددًا… شعورٌ لم أستطع تسميته، كأنّي أُمسك الوقت براحتيّ، وأحاول ألا يفلت منّي
تذكّرت لحظة وقوفه أمامي، ذاك الشاب الذي جاء يطلبها، كنتُ أخاها وأباها في آنٍ واحد…
وكان على قلبي أن يتخذ قرارًا نيابة عن غائب
حائرًا بين خوفي عليها، وأملي أن تجد رجلاً يحمل عنها الحياة بحبٍ كما كنا نحملها معًا
سألني قلبي: «هل هو أهلٌ لأن تكون بين يديه؟ هل سيرى فيها ما أراه أنا؟»
ثمّ سلمتها، لأنّي رأيت في عينيه احترامًا، وشيئًا من يقيني
لكن الشعور لم يفارقني… شعور أني مسؤول، حتى وإن رحلت إلى بيتٍ آخر
أن لي فيها قلبًا يظلّ نابضًا، وإن تغيّرت الألقاب والمنازل
واليوم… وهي تحضن صغيرتها، وأنا أراها من بعيد، أشعر بأن عائلتنا كبرت
ليس فقط عددًا… بل حلمًا، ورسالة، واستمرارًا
صرنا نحمل الحياة لأجل من سيأتون بعدنا… نرسم لهم طريقًا، ونهتف من أعماقنا: عيشوا، أحبّوا، لا تخافوا شيئًا
لجوهرتي الصغيرة،
أتمنّى لكِ حياةً طيّبة كإسمك، وأيامًا بيضاء لا يشوبها غيم،
أن تبقي دومًا في دفء حضن أمّك،
وفي ظلّ أبٍ يعرف ما تعنيه الأمانة، حين تُسند إليه
وإن احتجتِ يومًا إلى من يُكمل المعنى…
ستجدين في خالك قلبًا يعرف كيف يحبّ دون شرط، وكيف يحرس الدعوات كما تُحرس الجواهر في الصدور