وبِتُّ أجِوبُ فيّ الطُرقِاتّ أبْحثُ عنْ غَريبٍ ماتْ وأتُمتِم بينْ القُرىّ
– هْل يرجعُ الأموتْ !
سقطتْ دمعتيً , فـ كففتها بـرفقٍ
مبتسم على ذكرى هذا اليوُم ..
أقسم لكٍ ثلاثاَ أنْ حُبي لكِ لا يزال يرهقنـي كما السابقُ ..
إنتظركْ , وسأفعل إلى أنْ أُشيخ.
التصنيف: خواطري
مُجرد فِكرة
مُجرد فِكرة أننِي وحدِي فِي الظَلام ،
مُجرد أن أشيائِي التي أفتقدها أجِدها فِي سلّة المُهملات ..
مُجرد حقيقة حضورها القاسِي .. متابعة قراءة مُجرد فِكرة
الإمراة المجيدة .. وماتخفيه خلف ردائها العتيق .. فقط عودي من آجلي عودي
جدتيّ على فراشِ الموتّ تضحك ! والموت امامهاً يبكي ، .. يبكيَ أمامَ كيانّ الإمرأة المجيدة صاحبةّ الفضلَ المنثورَ في الحقول في السهولّ في الوديان ،
خلفّ ردائهاً العتيقّ ، تٌخفي وجههاً الحزين .. التجاعيد تملئّ المكان .. والهرمّ والكِبر في دمهاً يسيل ،
عيناهاً من الدمعّ تكلمت ! ولِمذا الكتمان والأمر يسير !
جدتيَ تبكيّ ، وخلف بكائهاً سرُُ دفين ؟ بكاءَ الكبار خلفه ستار ، سربّ من الحمامَ وروحَ وريحانّ ، الجنة فيَ عيونهاً تٌضئ أسفار المكان ،
يارُوح آميّ يابلسمَ الزمان ، يامن إلى صدرهاً ضمتنيَ فّ شعرتَ بالأمان ، يامن سهرتَ علىَ راحةَ من أنجبتنيَ آلم آقل لكمَ أنهاً الآمان ! ،
وفيَ ساعة متآخرة من هذا الزمان .. شددتيَ رحالكّ ، وعزمتيَ عقالك ، ورحتيَ إلى الموتَ راغبة لا عليكِ هوان ، أو ينجُب التاريخَ كَ جدتيَ المٌثلىَ عبر الزمان !
أوصتـني بثلاث وشددتّ على يديَ في الآولىّ قائلة : عليكَ بنصرةّ أمٌك ياغلامَ .. أما الثاَنية فحدقت بيّ بعيونهاّ الدامعةّقائلةً : صلاتكَ لا تنام عنهاً وإليهاً الوصال أما الثالثة فقالت : إسقَ الزرعَ ولحق الجار لا تٌضام ..
جدتيَ لوّ كنتيَ حية الآن ، لأسقيتكَ شراب اليانسونَ المفضلّ إليك .. ولأطعمتكِ حساءَ الملفوف المٌقرب إلى قلبك .. ولذهبت بكِ بين الأشجار ، ولأبنين لكِ قصراً من المرٌجان ولأعيدِن لكِ أيام عزكّ ..
فقط عُودي .. من آجلي عُودي
أزمنه قاسية ، رجالّ يلبسن الحرير و نساء أصبحنّ فآتحّات
رجالّ يلبسون أقنعة سوداءّ ، أفعآلهُم لعينة ، خطوآتهُم بطيئة ، أيديهُم راجفة ، ضحكآتهُم مُروعة
نساءّ مستبسلات ، يلبسنّ أثوابّ من الحريرّ الأبيضّ ، أصوآتهُم جبارة ، وعيونهُم مُستفحلة ،
رجالّ يهربونّ ، يركضون ، يصخرون ومن ثمّ يفرون ، سيوفّهم منكسرة ، وألسنتهُم مُتقطعة ! ، تماماً كأنهاً طعام للكلابّ.
متابعة قراءة أزمنه قاسية ، رجالّ يلبسن الحرير و نساء أصبحنّ فآتحّات
خنساء الشام في كل مكان حدثني عن سوريا وجندل مشاعري
عن سوريا حدثـنـي ، آوجع قلبي إضرب صروحُ بصيرتي ، آرني آشلاءً إسقني دماءً ، إصفعني الأولى وألحقني بالثانية أوجع كرامتيَ دمرَ بنيان هيبتي أناً مُدعيَ الرجولة مقيم حدودهاً على أطراف دويلتي ، إضربَ رأسيَ أنا عدوكَ اللدوود ، نامت مشاعري يوماً وليومكَ لم تستفيق مابهاً يارفيق دربي مابهاً لا تستفيق !
إقتلع عيونيَ هيَ حق أهل الشام ، بهمَ من البلاء ماَ جلجلَ أوتارْ دمشقَ المكلولة ، إسرقَ قدميَ اللتي ماداست أرضاً بها من القدسية كمثل درعاً أو حلب ، أعطهاً لأحفاد إبن الوليد لعلهمَ يحُرِرُون بهاً مساجد اللهِ ، إنزع تلِك اللحيةِ والشاربَ الأسود وإحفظِ ماء وجهيّ بربك فأطفال الشام بلحيتي وشاربيَ أحقَ ! فهمَ ضربواً و سطرواً ملاحمَ البطولة في الصمودِ علىَ الحدودَ ، أكرمهمَ وجودْ حتىَ تموت
عندِ دخولكَ للشام إركعَ لهاً ، تأدب وكنَ لبقاً معهاً لعلهاً ترضى عنك يوماً ، أرهاً من الإحترام والتمجيد ماهو كفيلَ بغفران تقاعِسك عن نجدتهاً ولا أظنهاً والله بحادةِ سيفهاً لقطعَ أوصال قلبك فهيَ الأم الحنون رغم ذالك
أطفئ غضبهاً بزئيرَ سلاحكَ ، أسمعهاً زغاريد رصاصكِ ، إملئَ مشرقها ومغربهاً وإصدحَ بِ ” اللهِ آكبرّ ” ، أرهاً مَدى صِدقك معها ، بصدركَ العاريَ أمام الأعداءِ قفِ ، إنتظر الرصاصة الغادرة لـ تجد دمشقَ نبضت دماً لإنقاذك ! بكتَ مطراً صدحتَ رعداً أنارتَ قبركَ برقاً نثرتَ الياسمينَ كرامةً لكَ وحفظاً لعظيمَ فعلكِ
لا تتعجبَ في الشامِ إن شممتَ أزكىَ الزعفرانِ وأنت تقفَ فوقَ أرضِ وحِلة مليئة بالدماء ، لا تتعجب إن سردواً لك بضعة مئات من أسماء الشهداءَ اللذين همَ تحت أقدامكِ في مقبرة جماعية قدَ قبرواً فأنت حينَ كنتَ تحتسيَ شراب اليانسونَ وتتناول كعكِ البرتقال تنتظرَ متابعة نشرة الأخبار حصل ذالك !!
لا تتعجبَ إن رأيت كهلاً مضىَ على عمرهَ السبعين أو يزيد ، يبكيَ دماً على فراق زوجتهِ اللتيَ ضحتِ بروحهاً فداءً لهْ ! لا تتعجب أيضاً إن رأيت طفلاً ينتظرَ صحوة أمهِ الشهيدة في فراشها ، وصوت قصفِ قد طغىَ في المكان كل المكان ، كل شئَ مهدمَ ورائحة عنفوان يسريَ في قارعة الطريقَ يبحث عن ناجين ، صراخ الجارَ لهدمِ منزله بطيارة بدون طيار ، ونبحَ كلب سعّران ومدينة مهدمةَ كانت تذكر في روايات الألف ليلة وليلة في معلقات لبيدّ إبن ربيعة أنهاً مدينة ذهيبة مُرصعة شاهقةِ المنالّ
في الشَام سترىَ كهلاً يمتطيَ جواد الشهادةِ يتسارعَ مقبلاً لا مدبراً إلىَ دياره المغتصبة ، بسلاحهِ وإصبعه المُجعد ! يضغط الزناد يوديَ أربعة بل خمسةَ مابين قتيل وجريحَ ، سترىَ حتماً خنساءَ الشام في كل مكان ! لا تسأل عنها فهيَ تسكن كل مكان ، ستسمع الجميعَ يطلب الشهادة سواك ! حينها إعلم أن لعنة الشام أصابتك
رغم إنسكار الشام وقِلة حيلتهاً ، إلا أن كرامتها وعِزة نفسها مصونة علىَ عرشَها المهُدم ، رغمُ جرحها العَميق وإنكسار مشاعرِها وخيانتكَ لتلك الدولة المَجيدة ، إلاً أنهاً حين تلقاكَ تتراقصَ فرحاً وتسقيكَ من ماء الآجودينَ زمزماً شاميا ، وانهاً والله لأهلها لا تجود عليهمَ بما جادت عليكَ بهِ ، لأنها تعلم جِلدة أهلها وعظيمِ صبرهمَ وقوة إيمانهمَ ، وتعلم أنك القادم من ديارَ أصحاب التقاعسَ عن نجدتها ، من ديار الهاربين النازحين الطالبين للحياة
الـشـام .. لناً فيكِ صلاة ضُحىّ بإذن الله